كتب رئيس التحرير ناصر اللحام - منذ اللحظة الاولى لانتهاء الحرب الاسرائيلية اللبنانية ، كان واضحا ان مقتل اسرائيل يكمن في الجبهة الداخلية ، وان اسرائيل اعتمدت على نظريتين فاشلتين :
اولى : من يملك سلاح الطيران يملك الحرب.
الثانية: ان الحرب ستبقى في أرض الاعداء وجبهتنا الداخلية في أمان .
وفور انتهاء الحرب ، سارع اولمرت يسابق خصومه لتشكيل لجنة تابعة له في دراسة وتقييم ما حدث ، وانشغل الجمهور الاسرائيلي طوال 16 شهرا في متابعة تسريبات متعمدة من هنا وهناك وصولا الى التقرير النهائي الذي خذل المراقبين الاسرائيليين .
اللجنة بحد ذاتها ( عنصرية ) وبحثت في أسباب عدم قدرة اسرائيل
على هزيمة "العدو العربي " رغم كل وسائل الدمار الذي تملكه ، ورغم سياسة الارض المحروقة التي استخدمتها اسرائيل ضد لبنان .
واللجنة خرجت عن اخلاق الامم وقوانين حقوق الانسان وهي لجنة مارقة على القيم الانسانية ولم تنتقد الجيش الاسرائيلي لقصفه المدنيين أو تقف بسبب مذبحة قانا او تدمير المطار في بيروت او قصف الجسور المدنية ومحطات الكهرباء او استخدام القنابل العنقودية والفتاكة ضد القرى والبلدات والمصانع اللبنانية . فهي لجنة مرفوضة ويجب ان تقدم هي للمحاكمة امام لجنة دولية محايدة .
سبب تشكيل اللجنة ، وسبب البدء بالتحقيق هو الجبهة الداخلية الاسرائيلية ، وهدف التقرير اذن هو الجبهة الداخلية الاسرائيلية .
ولذلك يرى العرب ان تشكيل اسرائيل لجنة تحقيق هو امر مرفوض لان اسرائيل هي المتهم الاول في جرائم الحرب ويرى العرب ايضا ان الجبهة الداخلية اللبنانية هي الضحية الاكبر فيما كانت الجبهة الداخلية الاسرائيلية هي ضحية كبرياء موهوم عند الجيش الاسرائيلي .
زعيم حزب العمل ووزير الجيش ايهود باراك لن ينسحب من حكومة اولمرت بسبب تقرير فينوغراد وانما بسبب الجوع الحسي لديه في منافسة زعيم المعارضة بنيامين نتانياهو / فهما مشاكسان منافسان لبعضهما البعض منذ عشرات السنين وهما من نفس الفئة العمرية ، وان اجلا او عاجلا سيجد باراك نفسه لا يستطيع مقاومة الرغبة في تجربة التنافس مع نتانياهو مرة اخرى .
اما تأثير التقرير على نفسية الجندي الاسرائيلي ، فيمكن القول ان الجندي الاسرائيلي لن يقتنع مرة اخرى ولو يقرأ الاف التقارير ، انه قادر على هزيمة المقاومة اللبنانية ، وكما قال بليخانوف ذات مرة ( ان الفئران لا تكف عن الاعتقاد بان القط هو أقوى مخلوق في العالم ) .ومهما قال قادة اسرائيل لجنودهم فانهم لن يسمحوا لانفسهم بالاعتقاد انهم قادرون على تحقيق اي نصر جديد .