عثر علماء كانوا يجرون تجارب دماغية على رجل في الخمسين من العمر بالصدفة على نظام يمكن أن يحل لغز آلية عمل الذاكرة, وقد جاء هذا التطور خلال تجربة كانت تستهدف القضاء على الشهية عند هذا الرجل المصاب بالسمنة، وذلك باستخدام تقنية تحفيز باطن الدماغ.
تصدر هذا الخبر الصفحة الأولى لصحيفة ذي إندبندنت البريطانية التي قالت إن العلماء بعد أن دفعوا بالأقطاب الكهربائية إلى أعماق دماغ الرجل المذكور وقاموا بتحفيزها كهربائيا اكتشفوا أنه بدلا من أن يفقد شهيته بدأ يسرد بتفاصيل مذهلة تجارب مر بها في السابق بما في ذلك قصة عاشها قبل ثلاثين عاما.
وتحت عنوان "العلماء يكتشفون طريقة للتغلب على فقدان الذاكرة" قالت الصحيفة إنهم اكتشفوا كذلك أنه بإجراء مزيد من التجارب زادت قدرته على التعلم بصورة دراماتكية بعد تشغيل الكهرباء وتحفيز دماغه.
ويقوم العلماء الآن بتطبيق هذه التقنية لأول مرة على مرضى ألزهايمر -فقدان الذاكرة- وإذا ما نجحت فإنها ستعيد الأمل إلى آلاف الناس الذين يعانون من هذا المرض, الذي يبلغ عدد المصابين به في بريطانيا وحدها 450 ألفا, حيث يوفر لهم "أداة تنشيط" للدماغ.
ونقلت الصحيفة عن بروفيسور جراحة الأعصاب بمستشفى تورونتو الغربي آندريس لوزانو الذي يقود فريق البحث، قوله إن ثلاثة أشخاص تم علاجهم بهذه الطريقة والنتائج الأولية للتجربة واعدة.
ورغم أن علاج السمنة فشل, فإن لوزانو أكد للصحيفة أن الرجل الذي لم تكشف هويته كان يعطي تفاصيل أكثر حول تجاربه السابقة كلما زيدت كثافة التيار الكهربائي المحفز, لكن فور قطع التيار انقطع معه حبل الذكريات.
وأضاف البروفيسور أن هذا الاكتشاف أصاب العلماء بالذهول خاصة أن منطقة هايبوتلاميس (ما تحت السرير البصري) لم تكن عادة معروفة بأنها مصدر لتخزين الذاكرة.
لكن الصحيفة نقلت عن عائشة خان, من جمعية مرضى ألزهايمر قولها إن نتائج هذه التجربة مثيرة, لكنها لا تزال محدودة لأنها لم تشمل بعد سوى شخص واحد, وهي تحتاج لمزيد من التحري والتحقيق